الوضع المظلم
الأحد ٢٨ / أبريل / ٢٠٢٤
Logo
  • "تحرير الشام" تخلط الأوراق في شمال سوريا.. والمشهد ما يزال ضبابياً ومعقداً  

"تحرير الشام" تخلط الأوراق في شمال سوريا.. والمشهد ما يزال ضبابياً ومعقداً

يزداد المشهد تعقيداً في شمال غرب سوريا، عقب الأحداث الأخيرة والتطورات المتسارعة والمتلاحقة التي أفضت إلى سيطرة "هيئة تحرير الشام / جبهة النصرة" على مناطق عدة بريف حلب وخاصة مدينة عفرين وعدد من القرى والبلدات المجاورة لها، باعتباره الحدث الأكثر أهمية وغير المسبوق

منذ سيطرة فصائل المعارضة الموالية لتركيا على المدينة عام 2018. أطلق مراقبون للشأن السوري تحذيرات، فيما يتعلق بالتقدم العسكري الحاصل لـ "تحرير الشام" على حساب "الجيش الوطني"، الأمر الذي قد يرسم خارطة نفوذ جديدة في المنطقة، ستدفع روسيا ومن خلفها النظام السوري للتحرك في مناطق النفوذ التركي داخل سوريا تحت ذريعة محاربة الإرهاب والجماعات المتطرفة.

التقدم العسكري الأخير لهيئة تحرير الشام/ جبهة النصرة، قابله رفض شعبي كبير، إذ شهدت مدن وبلدات في شمال سوريا مظاهرات حاشدة ضد تمدد "هيئة تحرير الشام" بريف حلب الشمالي، كما عبر المحتجون عن رفضهم للاقتتال الفصائلي بعد عدة أيام من المواجهات العسكرية التي أسفرت عن سقوط قتلى وجرحى من المدنيين.

اقرأ أيضاً: انتشار قوات تركية لوقف اقتتال الفصائل بريف حلب

من جهتها، طالبت الولايات المتحدة الأمريكية، "هيئة تحرير الشام" بالانسحاب من مدينة عفرين شمال حلب فوراً، وأعربت السفارة الأمريكية في دمشق عبر تغريدة على تويتر عن بالغ قلقها من توغل "تحرير الشام" المصنفة على لوائح الإرهاب في مناطق عدة شمال غرب سوريا، داعية جميع الأطراف إلى حماية أرواح المدنيين وممتلكاتهم الخاصة.

 الاستدارة التركية نحو النظام السوري

وفي السياق، قال سمير النشار، المعارض والسياسي السوري، في حديث لـ "ليفانت نيوز"، إن كل ما جرى في شمال سوريا مؤخراً، جاء على خلفية تصريحات كبار المسؤولين الأتراك حول الاستدارة والانفتاح على النظام السوري سواء بذريعة محاربة الإرهاب أو المحافظة على وحدة سوريا وتحقيق المصالحة بين المعارضة والنظام.

وأضاف "ترافقت تلك التصريحات مع رفض شعبي كبير في جمعة أطلق عليها "لن نصالح"، لتشارك في هذه المظاهرات المنددة بالتصريحات التركية الكثير من عناصر فصائل المعارضة، ثم جرى اغتيال الناشط الإعلامي محمد أبو غنوم وزوجته الحامل الذي كان على ما يبدو يقود المظاهرات في مدينة الباب". 

ولفت النشار، إلى "أن تركيا عقب المحادثات بين أردوغان وبوتين والاتفاق على البدء بتطبيع العلاقات بين دمشق وأنقرة مقابل تنسيق الجهود لمحاربة قوات سوريا الديمقراطية، تعمل على تهيئة الأرضية بالشمال لمواجهة محتملة بين "هيئة تحرير الشام / جبهة النصرة" المدعومة من تركيا ضد "قسد" المدعومة أمريكياً، كما إنه ليس من المستبعد قيام النظام السوري والقوات الإيرانية بمهاجمة "قسد" شرق الفرات.

المنطقة تتجه نحو اقتتال دموي كبير 

وفي سياق متصل، أكّد رئيس مؤسسة ليفانت البريطانية، ثائر الحاجي، أن الاشتباكات الأخيرة في شمال سوريا مخطط مخابراتي تركي ونظريتها من النظام السوري، لترتيب الأوراق والضغط على السوريين هناك للعودة إلى النظام، وتلعب أنقرة حالياً لعبة خطيرة بموافقة بشار الأسد، من خلال خلق اقتتال بين فصائل المعارضة الموالية لتركيا و"هيئة تحرير الشام" التابعة للنظام السوري.

اقرأ أيضاً: عشرات القتلى وتقدم لـ"تحرير الشام" بمناطق النفوذ التركي شمال سوريا

وتوقع "الحاجي"، أن يكون هناك تغيير جذري في الخارطة السورية، عبر دعم المجتمع الدولي كلا من روسيا وإيران والنظام السوري  في محاربة "هيئة تحرير الشام / جبهة النصرة" المصنفة على لوائح الإرهاب، فالمنطقة تتجه نحو اقتتال دموي كبير وتغييرات ديموغرافية واسعة.

 السوريون وقعوا ضحية إرهاب "الجولاني" وفساد أمراء الحرب

بدوره، أوضح العميد أحمد الرحال، أن أي تواجد لـ  "هيئة تحرير الشام" في مناطق "درع الفرات" و"غصن الزيتون" يعدّ شكلاً من أشكال الهيمنة، فالأمر يبدأ باتفاقية صغيرة ثم يتمدد شيئاً فشيئاً، ولكن هذا لا يعني أن المناطق الخاضعة لسيطرة فصائل المعارضة أفضل حالاً، حيث أن السوريين وقعوا بين إرهاب "الجولاني" وفساد أمراء الحرب.

ليس هناك اتفاق سري بين "الفيلق الثالث" و"تحرير الشام"

فيما استبعد رئيس المنظمة الآثورية الديمقراطية في سوريا، كبرائيل موشي كورية، وجود اتفاق سري بين "الفيلق الثالث" و"هيئة تحرير الشام" برعاية تركية يقضي بالسيطرة على مناطق عدة في شمال سوريا خلال الوقت الحالي على الأقل، مؤكداً أن "الهيئة" ستكرر هجماتها في الفترة القادمة مستغلة بذلك حالة الانقسام الحاصلة بين الفصائل وفساد القادة الذي كان لبعضهم دور في دخول "جبهة النصرة" إلى مدينة عفرين وبلدات أخرى بريف حلب.

يرسم التحرك الأخير لهيئة تحرير الشام / جبهة النصرة، واقعاً وشكلاً جديداً في المناطق الخاضعة لسيطرة فصائل المعارضة الموالية لتركيا شمال غرب البلاد، فعلى الرغم من انسحاب "تحرير الشام" من المدن والبلدات التي سيطرت عليها مؤخراً وخاصة مدينة عفرين، يأتي الاتفاق الموقع بين "هيئة تحرير الشام" و "الفيلق الثالث" التابع للجيش الوطني ليضع الهيئة بإدارة المنطقة الخاضعة لسيطرة فصائل المعارضة عسكرياً ومدنياً، من خلال حصولها على العائدات المالية الخاصة  بالمعابر سواء الواقعة مع مناطق شمال شرق سوريا أو الجانب التركي أيضاً، الأمر الذي يثير العديد من التساؤلات لعل أهمها: هل بدأت هيئة تحرير الشام / جبهة النصرة تنفيذ مخطط السيطرة على شمال سوريا بدعم أطراف داخلية وخارجية.

ليفانت نيوز_  مكتب القامشلي

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!